موضوع: ماذا قاالو عن شهر رجب الثلاثاء أغسطس 09, 2011 2:21 pm
بسم الله الرحمنالرحيم
الحمد للَّهالذي بتحميده يُستفتح كل كتاب، وبذكره يصدر كل خطاب، وبحمده يتنعم أهل التنعيم فيدار الجزاء والثواب، وباسمه يشفى كل داء، وبه يكشف كل غمة وبلاء، إليه ترفع الأيديبالتضرع والدعاء، في الشدة والرخاء، والسراء والضراء، وهو سامع لجميع الأصوات،بفنون الخطاب على اختلاف اللغات، والمجيب للمضطر الدعاء، فله الحمد على ما أولىوأسدى، وله الشكر على ما أنعم وأعطى، وأوضح الحجة وهدى. [/b] [b]وصلواته على صفيه ورسوله الذي به من الضلالة هدى، محمد وآله وأصحابهوإخوانه المرسلين والملائكة المقرّبين، وسلم تسليماًكثيراً. أمابعــــدكتب الكثير من أهل العلم وعلى ما فيهممن حلم في البدع والعجب التي تقع في شهر رجب، ومع ذكرهم لتلك المُحدثات لم يتطرقواإلى الفضل الكبير والحرمة والتعظيم لهذا الشهر الكريم، فعقدت العزم على الجمع بينالسنة والبدعة في هذا الشهر، لعل الله يتقبل منا ويكتب لنا ولكمالأجر.
رجب شهر اللهالحرام إن الأشهر الحرم أربعة، وهي) ذو الحجة، ذو القعدة،محرم،رجب(وهذه الأشهر الحُرُم يوضع فيها القتال ـ إلا ردًّاللعدوان ـ وتُضاعف فيها الحسنةُ كما تُضاعف السيئةُ. وكانت الأشهر الحرم معظمة فيشريعة إبراهيم عليه السلام واستمر ذلك باقياً، فكان العرب قبل الإسلام يعظمونها،ويحرمون القتال فيها . ثم بقيت لهذه الأشهر حرمتها في الإسلام ونُهي المسلمون عنانتهاكها.
قال قتادة: في قول الله تعالى: (فَلاَ تَظْلِمُوافِيهِنَّ أنْفُسَكُمْ)إن الظلم في الأشهر الحُرُم أعظم خطيئةٍ ووِزْرًا منالظلم فيما سواها وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم من أمره مايشاء.
وقال: " إن الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى منالملائكة رُسلاومن الناسرُسلا، واصطفى من الكلامذكره، واصطفى من الأرضالمساجدَ، واصطفى من الشهوررمضانَوالأشهرَ الحرمَ،واصطفى من الأيام يومَالجمعةِ،واصطفى من الليالي ليلةَ القدرِ فعَظِّموا ما عظَّم الله ".
وقال القرطبي رحمه الله: لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، لأن الله سبحانه إذا عظمشيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمتهمتعددة فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن منأطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهرالحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثوابمن أطاعه في شهر حلال في بلد حلال.
العبادة في الأشهرالحرملم يصح عنالنبي صلى الله عليهوسلم شيء فياستحباب وتخصيص الأشهر الحرم بالصيام ، وروي النهي عن تخصيص رجب بالصوم دون سائرالشهور، فعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام رجب، ولكن هذا لايصح لضعف الرواية. وقد ورد عن بعض السلف مشروعية صيام الأشهر الحرم كلها، منهمالحسن البصري وأبو إسحاق السبيعي، وقال الثوري: "الأشهر الحرم أحب إلي أن أصوم فيها . وهذا لمن يصوم الدهر كما نص على ذلك أحمد رحمه الله.
من بدع شهررجب: لقد تعود الناس في هذا الشهر بتخصيصه ببعض الطقوس والعبادات عن سائرالشهور منها:
1ـ تخصيصه بصيام:ليس هناك حديث صحيح يُحتج به لتخصيص رجببصيامه إلا أن تكون عادة العبد صيام النوافل التي يأتي بها في سائر الأيام من يومالأثنين والخميس وصيام الثلاثة أيام من نصف كل شهر أو صيام يوم وإفطارآخر.
-2 تخصيصه بعمرة:لم يرد دليل بفضل العمرة في شهر رجب ولابأن النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتمر فيه .والعمرة مشروعة في سائر الشهور وكل ماورد من فضل للعمرة فضلها في شهر رمضان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " عمرة في رمضان تعدل حجة " وفي لفظ " عمرة في رمضان تعدل حجةمعي " رواه مسلم.
-3 تخصيصه بصلاة:لا يوجد في الشرع ما يوجب صلاة مخصوصةبعينها في يوم من أيام شهر رجب، كما يفعل ذلك الجٌهَّال من)الصوفية القبوريين أفراخ الشيعة المنحرفين( بصلاة تسمى " الرغائب " والحديث الذي ورد فيها عن أنس رضي الله عنهعن النبي صلى الله عليه وسلم من الموضوعات. قال: "ما من أحد يصوم يوم الخميس (أول خميس من رجب) ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة يعني ليلةالجمعة اثنتي عشرة ركعة ، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و(إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ) ثلاث مرات،و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) اثنتي عشرة مرة ، يفصل بينكل ركعتين بتسليمة ، فإذا فرغ من صلاته صلى عليّ سبعين، فيقول في سجوده سبعين مرة: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) ، ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة: رب اغفر وارحموتجاوز عما تعلم ، إنك أنت العزيز الأعظم ، ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال فيالسجدة الأولى ، ثم يسأل (الله تعالى) حاجته ، فإنهاتقضى".. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده ، ما من عبد ولاأَمَة صلى هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر ، وعددالرمل ، ووزن الجبال ، وورق الأشجار ، ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيتهممن قد استوجب النار" موضوع في الإحياء.
-4 تخصيصهبذبح:إن إراقة الدماء من أعظم القربات إلى رب الأرض والسماوات، بل إن الدمليقع عند الله عز وجل قبل إن يقع على الأرض والغرض من الذبح ليس اللحم ولا الشحمولكن التقوى. قال تعالى لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنيَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ ) الحج:37وعليه فإن الذبح في أي وقت مباح ومشروع،ولكن التخصيص بالذبح في رجب دون غيره من الشهور فيه تشبيه بأهل الجاهلية بذبحهم فيهذا الوقت بما يسمى) العتيرة( وقد اختلف أهل العلم فيحكمها على قولين.
القول الأول:وهو رأي الجمهور بأن الإسلامأبطلها ونسخ العمل بها لقول أبو هريرة رضي الله عنه) لا فرعولا عتيرة( رواه البخاري ومسلم.
وقول الحسن: "ليس في الإسلام عتيرة،إنما كانت العتيرة في الجاهلية ، كان أحدهم يصوم ويعتر"
القولالثاني:بأنها سنة مستحبة وهذا قول ابن سيرين. وأنها منسوخة نسخ الوجوب فقط و ليس نسخالأصل, فمن السّنة أنّ كلّ أهل بيت يذبحون ذبيحة في رجب, و هذه سُنّة مهجورة .
- 5الاحتفال بليلةالإسراء والمعراج:اعتاد الناس في سائر البلدان علىالاحتفال في ليلة السابع والعشرين من رجب بليلة الإسراء والمعراج، والذي لا خلاففيه بأن الإسراء والمعراج بالنبي المختار صلى الله عليه وسلم من الآياتالمعجزات.
والصحيح بأنه لم يتم التعيين أو التصريحبتاريخ هذه الليلة المباركة ولا معرفة شهرها أو يومها أو ليلتها. ولم يثبت بأنالنبي صلى الله عليه وسلم احتفل بهذه الليلةولا الصحابة من بعده رضوان الله عليهمولا التابعين من بعدهم بإحسان . قال ابن تيمية: " لم يقم دليل معلوم لا على شهرها ، ولا على عشرها ، ولا على عينها ،بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ، ليس فيها ما يقطع به".
الخلاصة: إنَّ رجب من الأشهر الحرم التي يجريعليه الحكم كما يجري على باقي الشهور بعدم تخصيصه بعبادة معينة أو زيادة في أي نوعمن العبادات إلا بنص وأنَّ كل ما ورد في فضائل رجب من أحاديث أو عبادة إما موضوعةأو ضعيفة لا تقوم مقام الاحتجاج بها.
قال ابن حجر: " لم يرد في فضل شهر رجب،ولا في صيامه ، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه.. حديث صحيحيصلح للحجة،وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، " انتهىكلام الحافظقلــــــتولكن لا يمنع هذا أنَّ نَجتهد فيالعبادة والطاعة ونغتنم هذا الشهر الحرام بالتقرب إلى الله عز وجل بالمحافظة علىالفروض والزيادة في التطوع والنوافل، والبعد عن المعاصي والأوزار والآثام، والتوبةوالنوبة والأوبة إلى الله الرحيم الرحمن، في حدود الشرع والدليل والبعض عن التكلفوالبدع المُحدثَة والعادات المتبعة السيئة . وهذا من تقوى القلوب والتقرب إلى علامالغيوب الذي بعلمه لا يغيب عنه عَملنا ولا ما يَدور في فِكرنا وماتُخفيصُدورنا.قال تعالى(وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِفَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)الحج:23هذا. واللهأعلموصلى وسلم على النبيمحمدصلى الله عليهوسلم
اللهم صلي على محمد وآله وصحبه وسلم ..
اللهم اجعل قارئ رسالتي ممن قلت فيهم ( ياجبريل إني أحب فلان فأحبوه)
وأجعله اللهم من خيرة خلقك ومن أولياءك الصالحين ونور اللهم قلبه وبصيرته بالحق وحرم اللهم عنه النار وجعله اللهم من اهلك وخاصتك ومن الدعاة في سبيلك اللهم آمين آمين يارب العالمين... اللهم ما كان من خير فمن الله و حده .. و ما كان من شر فمني و من الشيطان وسامحوني وابلغوني علي أي خطأ وحتقبله بصدر رحب جزاكم الله كل خير[/b]
???? زائر
موضوع: رد: ماذا قاالو عن شهر رجب الثلاثاء أغسطس 09, 2011 4:59 pm